الأخبار

الإمارات تقود مشروع استئناف الحضارة العربية بمبادرات رائدة
11-01-2024

دينا عمر/ مجدي سلمان

أبوظبي - تقود دولة الإمارات مشروع استئناف الحضارة العربية، واستنهاض همم أبنائها، وتحفيزهم على البحث العلمي والتطوير والإبداع في المجالات كافة. وتمضي الإمارات قدما في هذا المشروع، استنادا إلى خبراتها الطويلة وتجربتها الناجحة في الجمع بين الحداثة والأصالة، وبين الارتقاء المادي والحفاظ على القيم والموروث والهوية الوطنية، وبين علمية مسيرة التنمية وإنسانيتها، التي أسهمت في بلوغها موقعا متقدما بين الأمم.

وأطلقت الإمارات خلال السنوات الماضية مجموعة من المبادرات والبرامج، التي تهدف إلى استنهاض الحضارة العربية، واستكشاف وتشجيع العقول والمواهب من أبناء الوطن العربي في المجالات كافة.

من أبرز المبادرات التي أطلقتها الإمارات مبادرة “نوابغ العرب”، بهدف تحديد أهم النوابغ العرب ورعايتهم وتمكينهم وتطوير أفكارهم، بالتعاون مع أفضل الشركاء العالميين، لتعظيم أثرهم الإيجابي في المنطقة. وتترجم “نوابغ العرب” مساندة الابتكار والإبداع والتقدم العلمي والمعرفي والثقافي والفكري في الوطن العربي، إلى دعم ملموس يحتفي بهذه الفئة الفذة المؤثرة إيجابا في محيطها والعالم.

وتهدف المبادرة إلى تكريم المتميزين في العالم العربي، وتسليط الضوء على أدوارهم الداعمة لاستئناف إسهام المنطقة العربية في الحضارة الإنسانية، وتقديم مختلف أشكال الدعم للمبدعين العرب، وتوسيع أثر إنجازاتهم محليا وعربيا وعالميا.

أدب وفكر وترجمة

وشهدت دبي، الاثنين الماضي، حفل تكريم الفائزين الستة بالدورة الأولى من جوائز مبادرة “نوابغ العرب”، وهم الدكتور هاني نجم عن فئة الطب، والبروفيسور فاضل أديب عن فئة الهندسة والتكنولوجيا، والدكتور محمد العريان عن فئة الاقتصاد، والبروفيسورة نيفين خشاب عن فئة العلوم الطبيعية، والمعمارية لينا الغطمة عن فئة العمارة والتصميم، والبروفيسور واسيني الأعرج عن فئة الأدب والفنون.

كما أطلقت الإمارات مبادرة "تحدي القراءة العربي"، التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم، وأطلقت دورتها الأولى في العام الدراسي 2015-2016، لتواصل مسيرة نجاحها وتطورها الكبير سنة فأخرى وتستقطب الملايين من القراء العرب.

ويهدف هذا المشروع التنويري المتميز إلى تعزيز أهمية القراءة لدى الطلبة المشاركين على مستوى الوطن العربي والعالم، وترسيخ التحصيل العلمي والمعرفي ثقافة يومية في حياة الطلبة، وتطوير آليات الاستيعاب والتعبير عن الذات بلغة عربية سليمة، وصولا إلى إثراء المحتوى المعرفي المتوفر باللغة العربية وتعزيز مكانتها لغة للفكر والعلم والبحث والإبداع.

كما يهدف إلى فتح الباب أمام الميدان التعليمي والآباء والأمهات في العالم العربي لتأدية دور محوري في تغيير واقع القراءة وغرس حبها في الأجيال الجديدة. ويسعى التحدي إلى تعزيز أهمية القراءة المعرفية في بناء مهارات التعلم الذاتي، وبناء المنظومة القيمية للنشء عبر إطلاعهم على قيم وعادات ومعتقدات الثقافات الأخرى، وهو ما يرسخ مبادئ التسامح والتعايش وقبول الآخر.

وسجّل تحدي القراءة العربي في موسمه الأخير أرقاما قياسية عبر مشاركة 24.8 مليون طالب وطالبة من 46 دولة عربية وأجنبية من 188 ألف مدرسة، بينهم 22.500 مشارك من أصحاب الهمم. كما أطلقت دولة الإمارات أكبر حركة ترجمة علمية على المستوى العربي، للنهوض بالعمل الثقافي العربي وانفتاحه على ثقافات العالم ومعارفه المختلفة.

وتأخذ الإمارات على عاتقها مهمة إثراء المكتبة العربية بأفضل ما قدّمه الفكر العالمي من أعمال، عبر ترجمتها إلى "العربية"، إضافة إلى إبراز الوجه الحضاري للأمة عبر ترجمة أبرز الإبداعات العربية إلى لغات العالم. ويعد "تحدي الترجمة" الذي أطلقته الإمارات في سبتمبر 2017، أحد أبرز مبادرات الترجمة التي تهدف إلى توفير محتوى تعليمي شامل ومتكامل في مجالي العلوم والرياضيات، باعتبارهما من أهم روافد التطور الحضاري.

ونجح التحدي في تعريب 5000 فيديو تعليمي، وذلك بواقع 11 مليونا و207 آلاف كلمة، وبمعدّل 500 فيديو شهريا، وبإجمالي عدد دقائق يُقدَّر بنحو 50 ألف دقيقة من مونتاج الفيديوهات التي توفر حصصا تعليمية تتناول مساقات مختلفة ضمن مواد العلوم، وفق خطة تعريب مدروسة تراعي الاحتياجات التعليمية للطلبة العرب في شتّى المراحل الدراسية.

بدورها، تتولى مبادرة "كلمة" منذ عام 2007، مهمة إحياء حركة الترجمة في العالم العربي، ودعم الحراك الثقافي الفاعل الذي تشهده أبوظبي، للمساهمة بدورها في خارطة المشهد الثقافي الإقليمي والدولي، من أجل تأسيس نهضة علمية ثقافية عربية تشمل مختلف فروع المعرفة البشرية، وقد ترجمت “كلمة” الآلاف من الكتب من أهم المؤلفات العالمية الكلاسيكية والحديثة والمعاصرة من مختلف دول العالم إلى اللغة العربية.

التكنولوجيا والفضاء

مبادرة أخرى أطلقتها الإمارات هي "مركز الشباب العربي"، الذي تأسس في فبراير 2017 وتستضيفه العاصمة أبوظبي، موقع دولة الإمارات حاضنة رئيسة لتطلعات وطموح الشباب العربي ورعاية طاقاتهم وتشجيعهم على الابتكار والتسلح بالمعرفة والعلم. وأطلق المركز خلال السنوات الماضية مجموعة من المبادرات والمشاريع، التي تعزز دور الشباب العربي الإيجابي في التنمية المستدامة بمجتمعاتهم، ومن بينها مبادرة “هاكاثون الشباب العربي” من أجل تحفيز الشباب على مشاركة أفكارهم وتقديم الحلول والمقترحات التي تخدم واقعنا اليوم.

ومن البرامج المتميزة التي أطلقها المركز، “برنامج القيادات الدبلوماسية العربية الشابة”، الذي يهدف إلى تطوير قدرات دبلوماسية تخصصية لدى الشباب المشاركين، وإتاحة الفرصة أمامهم لعقد شراكات،

وأنجز المركز المئات من البحوث التي تضمنت دراسات وتقارير ترصد واقع الشباب العربي، وتستعرض أهم التوجهات المستقبلية حول سلوكيات الشباب وتطلعاتهم والبيانات حولهم، من بينها “بحث 100 سؤال عن الشباب العربي”، وهو كتيب يجمع حقائق عن الشباب العربي، عن طريق طرح “100 سؤال” يخص الشباب، و”تقرير الشباب العربي والاستدامة”، الذي يستهدف التركيز على إبراز دور الشباب العربي في دعم أهداف التنمية المستدامة، عبر تسليط الضوء على عدد من المبادرات.

كما أتاحت مبادرة "مليون مبرمج عربي"، التي أشرفت عليها مؤسسة دبي للمستقبل منذ إطلاقها عام 2017، الفرصة لأكثر من مليون مبرمج عربي للتسجيل والمشاركة في المبادرة الأكبر من نوعها في المنطقة من أي مكان في العالم. وجاء ذلك عبر منصة "يوداستي" التعليمية الرقمية المتخصصة في توفير المحتوى التعليمي الرقمي في مجالات التكنولوجيا المتقدمة المطلوبة في سوق العمل، مثل علوم البيانات والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والأمن الإلكتروني وتعلم الآلة، وغيرها.

ووفرت المنصة الفرصة لأكثر من مليون عربي من 80 دولة حول العالم تعلم البرمجة عبر خمسة ملايين ساعة دراسة وعمل، و76 ألف ورشة تدريبية، لتشمل المبادرة 100 ألف مشروع تخرُّج ناجح، و1500 منحة للمتفوقين.

وأعلنت الإمارات في يوليو 2020 عن برنامج “نوابغ الفضاء العرب”، الذي تشرف عليه وكالة الإمارات للفضاء، بهدف احتضان ورعاية نخبة من أصحاب المواهب والكفاءات العلمية من شباب وشابات الوطن العربي لإعدادهم وتدريبهم في مجال علوم الفضاء وتقنياته، للمساهمة بخبراتهم وابتكاراتهم في رفد القطاع الفضائي في المنطقة والاستفادة من الآفاق المهنية والعلمية غير المحدودة لهذا القطاع في المستقبل، وتعزيز توجه مجتمعاتهم وأوطانهم لبناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار. ويعد البرنامج الأول من نوعه في المنطقة لإعداد مواهب عربية متمكّنة، علميا وعمليا، في مختلف تخصصات علوم الفضاء والأبحاث والتقنيات والمهام المرتبطة بها.

progress icon
Progress icon circle